Monday, August 6, 2007

مؤتمر البجا وجبهة الشرق , عشرة بالمعروف ؟!! ام طلاق بائن ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر البجا وجبهة الشرق , عشرة بالمعروف ؟!! ام طلاق بائن ؟!!

أحمد موسى عمر/المحامي
ahmemusii@yahoo.om
تنبأنا بورقة سابقة (وقبل توقيع إتفاق أسمرا بشهور) بحدوث انشقاقات بجبهة الشرق نتاج التعيينات الحكومية وما تأسفنا عليه هو حدوث ما سبق وأن تنبانا به وبمقال منشور بصحيفة السوداني حول ( شرق السودان بين ماضي الاتحاديين وحاضر المؤتمر الوطني ) تنبأنا بخطورة جبهة الشرق علي كل القوي السياسية ما أعادنا لتلك الوريقات تداعيات الحدث السياسي وتحول الصراع علي الشرق إلي صراع حول جبهته , وجبهة الشرق شئنا أم أبينا جوهرها مؤتمر البجا الكفاح المسلح , وقبيل الإتفاق ظهرت الصراعات بين فصائل الجبهة , بل وبين فصائل مؤتمر البجا تفسه حين كشر الوسيط الإرتري عن انياب إستضافته للجبهة وأصر علي قيادة التفاوض فكان الوسيط والمفاوض بقوة الأرض , وتنازل بجا الداخل عن نضالاتهم لاجل وحدة الصف ونادوا وتنادوا دوماً بأن الكفاح المسلح هو الممثل الشرعي لشرقنا الحبيب وما دروا حينها انهم يقولون ( أن إرتريا هي الممثل الشرعي لشرق السودان !!! ) حتي وقوع فأس التعيينات علي رأس مؤتمر البجا والذي جاءت محاصصته بقدر تقدير الوسيط لحجمه ومادري الوسيط ولن يدري حجم مؤتمر البجا الحقيقي لجهل بخارطة العمل السياسي وعدم رغبة في الإدراك , هذه المحاصصات كانت اولا ًطعنة خنجر بصدر المشروع السياسي لمؤتمر البجا والذي جاء لإلغاء التميزات الإثنية لصالح الكفاءات السياسية فقُسمت المناصب بما يشبه لعبة (صفرجت) السودانية ولم تكن (صفرجت) سودانية بل جاءت إرترية القلب واليد واللسان !!! حيث لم تتناول الإتفاقية القضايا الحقيقية للبجا إزهاق الأرواح التي صعدت لبارئها ثمناً للقضية , أراضي الشرق في الفشقة وحلايب وظلامات الأرض بالمنطقة الحرة وهوشيري , نصيب الشرق في مكتسباته التنموية من المشروعات القومية بأرضه من الذهب والبترول المار بأرضه وجمارك البحر وهيئة الموانئ . . . لم ؟!!! لأن الوسيط لا يُفاد من تلك المكتسبات أُعطيّ الشرق أومُنع . . . يحدث كل ذلك والمؤتمر الوطني يراقب بعين الرضاء مع التاكيد علي أن المؤتمرالوطني لا يرغب في حدوث قلاقل سياسية بشرق السودان حتي لا يتحول الشرق إلي دارفور جديد بسبب سياسة الباب العالمي الموارب والذي يُهئ الشرق رصاصة رحمة علي الإنقاذ نظاماً ومؤسسات سماً يتسلل روياً روياً لجسد الأُمة , وسبب رضاء المؤتمر هو سبب رضاء كل التنظيمات السياسية التي تخشي تمدد مؤتمر البجا في عضويتها ومناطق نفوذها السياسي , لذا نجد ان المؤتمرالوطني وبصفته الحزب الحاكم الاكبر قد تجاوز مناشدات مؤتمرالبجا بتأخيرالتعيينات لمعاجة ما يمكن معالجته وسارع بإقرارها وأصدر بها المراسيم الدستورية من موقعه بحكومة الوحدة الوطنية , وهو إجراء لا تثريب فيها من الناحية الإجرائية الدستورية ولكن من الناحية السياسية يُلقي بطلال سالبة علي مستقبل علاقة مؤتمرالبجا بالمؤتمر الوطني ويدعم خلافات الجبهة ويُضعفها , هذه التداعيات التي حركت مؤتمر البجا بولاية البحر الأحمر , ثُم تبعه رصيفه بولاية كسلا لإعلان رأياُ سياسياً واضحاً في طرق تنفيذ الإتفاق الذي ربما حوله إلي أبوجا أُخري للحد الذي يجعلنا نتساءل هل من داخل المؤتمر من يسعي لإثبات فشل إتفاق الشرق ؟!!! ومن ثم الإشارة لفشل القائمين عليه في إدارة عمليات تفاوض سياسية ؟!!!م إن الأمر يدخل في سياق سياسات كُلية تتعامل مع الأمر (كبيع العصُر!!!) , أم إنها قراءات تنبئ بأن حجم المعارضين لا يُعول عليه إلا من باب إضعاف الجبهة من جهة تقسيمها إلي فصائل (أًسود حُرة , مؤتمر بجا مع , مؤتمر بجا ضد , كيان شمال) ثم محاولة إصطياد تلك التنظيمات كُلها أو جُلها بطُعم الغبينة ؟!! أم إن الامر كله لا يخرج من زوبعة بفنجان !!!! وكلها إحتمالات تقبل القبول والنفي ولكن اليقين أن المحاصصة فعلت فعلها السياسي المُدمر .

وهنالك سؤال يتبادر للذهن دوماً : هل الجبهة هي مجموع تنظيمات سياسية تلاقت إرادتها السياسية علي فكرة مشتركة أم إنها مجموع قبائل إلتقت لذات الغرض ؟ََََ!! فلو إلتقت تلك القبائل فتُقبل لمحاصة القبلية ولكن أيضاً كان يُفترض فيها مراعاة الوزن القبلي . . . إما إن كانت المسألة مجموع تنظيمات فإن الأمر كان يلزم أن تكون المحاصصة سياسية وليس قبلية وبحجم كل تنظيم في الكفاح وفي الساحة مع منح كل تنظيم كل الحق في تعيين من يراه مناسباً وبالآلية التي يراها معقولة محافظة علي خصوصية كل تنظيم فيشكل ممارساته السياسية إلا إن كانت الجبهة قد أذابت كل تلك التنظيمات في ماعونها السياسي وحُلت من ثم تلك التنظيمات بالإندماج وهو ما لم حتي الآن , وتبقي تلك التداعيات توجهاً سياسياً خطيراً يضعها مع مؤتمر البجا أمام شرط العُشرة بالمعروف أو لطلاق البائن والأمر يتطلب الحكمة السياسية والدراية الكافيه بأهل الحل والعقد للعمل سوياً علي تجاوز تلك الأزمة مهما كان حجمها الآن فإنها ستتضاخم إلي حد الخطر وللمؤتمر الوطني الدور الهام لإغلاق مواربة الباب وقفل الطريق علي المصطادين في ماء السياسة العكر . لأجل وحدة البلاد , لأجل انسان الشرق وتنميته , لاجل الأمن الأجتماعي والذي تقل تكلفته عن الأمن السياسي بدرجات ودرجات . . . ودرجات

No comments: