Wednesday, August 8, 2007

الخلافات هل تؤجل تنفيذ اتفاق الشرق؟

الخلافات هل تؤجل تنفيذ اتفاق الشرق؟
*عدم وجود التسلسل الهرمي للمناصب وإعداد المؤسسات والبرامج السياسية ودخول عامل المصلحة الشخصية وراء تأخير تنفيذ الاتفاق
تقرير: حنان بدوي
على الرغم من أن جبهة الشرق قد حددت شهر أغسطس الجاري موعداً لدخول قياداتها البلاد قادمة من أريتريا لأداء القسم أمام رئيس الجمهورية بموجب المراسيم التي صدرت من رئاسة الجمهورية وأقرتها اتفاقية سلام الشرق، والتي نصت على تعيين رئيس الجبهة موسى محمد أحمد في منصب مساعد رئيس الجمهورية، وآمنة ضرار نائب رئيس الجبهة في منصب مستشار لرئيس الجمهورية، ومبروك سليم وزير دولة بوزارة النقل، إلا أن بعض المراقبين ألمحوا إلى وجود بعض الخلافات والانقسامات في جبهة الشرق قد تؤجل تنفيذ اتفاق الشرق، وأشاروا إلى أن الخلافات برزت إلى السطح مجدداً بسبب توزيع المناصب وتأخر وضع التسلسل الهرمي لهذه المناصب وعدم وجود آيديولوجية أو جدول أعمال سياسي يبعد الانتماءات العرقية والقبلية عن دائرة الخلافات.
ورغم أن الحكومة قامت بخطوة عملية في سبيل الإسراع بتنفيذ اتفاق الشرق وإصدار المراسم المتعلقة بتقاسم السلطة إلا أن الخلافات في جبهة الشرق تنذر بالخطر وتتطلب الجدية في حلها من جانب قيادات جبهة الشرق وضرورة تعزيز الثقة بين أطراف الجبهة وكياناتها المختلفة.
وقال لـ(رويترز) آمنة ضرار المسؤولة البارزة بجبهة الشرق إن الخلافات بين أطراف جبهة شرق السودان وسوء التنظيم في صفوفهم يعطل تنفيذ اتفاق سلام الشرق الذي أنهى (10) سنوات من الحرب بعد توسط أريتري، لكن النزاعات على المناصب وعدم وجود كيان سياسي عطلا التنفيذ. وأشارت آمنة ضرار إلى أن أهم نقطة أنه عند البدء في تأسيس جبهة الشرق لم يجر الانتهاء من وضع التسلسل الهرمي للمناصب، ومن إعداد المؤسسات والبرامج السياسية، ومنذ أن وقع الاتفاق استضافت الجبهة في أريتريا شخصيات معارضة سودانية لأعوام على أمل العمل على حل الانقسامات المتعلقة بتوزيع المناصب. وقالت إن المصلحة الشخصية أرجأت تنفيذ الاتفاق، مضيفة أن الجبهة تعتزم مغادرة أريتريا في منتصف أغسطس القادم.
واعتبر عبد الله موسى أن الناطق الرسمي باسم مؤتمر البجا أن من شملتهم الترشيحات للمناصب من عضوية جبهة الشرق يفترض فيهم التأهيل والقدرة على تولي مثل هذه المناصب، ولكن إذا كانوا غير مؤهلين فهذا خطأ لن يغفله التاريخ للقيادة الثلاثية لجبهة الشرق!!
واعترف علي منيب القيادي بجبهة الشرق أن الخلافات قائمة في جبهة الشرق نتيجة وجودهم في العاصمة الأريترية أسمرا، لأن الوسيط الأريتري ما زال يمارس والوصاية، وما حدث هو تنازلات من قيادة مؤتمر البجا للكيانات الوهمية التي فرضتها الحكومة الأريترية في المفاوضات عند مناقشة ملف السلطة، حيث تم تقسيم (60) منصباً على أساس قبلي وهذا شيء مرفوض جملة وتفصيلا من البجا. وأشار علي منيب إلى أن الخلافات داخل جبهة الشرق لم تكن موجودة وجاءت بعد ظهور كيكة السلطة لكنها ظهرت في صورة أقل أثناء المفاوضات حيث أن بعض القيادات صارت خميرة عكننة داخل مؤتمر البجا أمثال آمنة ضرار والتي استطاعت أن تميّز نفسها بكيان التقراي، مشيراً إلى أن مسؤولية هذه الخلافات التي تحدث الآن تقع على عاتق الحكومة الأريترية التي أدخلت قيادات ليس لها دور أو أي أثر سياسي، مؤكداً رفض مؤتمر البجا للتدخل وفرض الوصاية. وحول ما إذا كانت تؤثر هذه الخلافات على اتفاقية سلام الشرق قال منيب "حتماً ستتأثر هذه الاتفاقية"، مبيناً أن الاتفاقات لا تأتي بسلام، وإنما المصداقية في تنفيذ البنود والإرادة المشتركة هي التي تخلق ذلك، مطالباً مؤتمر البجا بعدم التراجع من رفض المخصصات القبلية والعمل على المزيد من التشاور لخلق أرضية مشتركة لحلحلة المشاكل التي تواجه إنسان الشرق حتى يتحقق السلام الحقيقي.
وأعلنت قيادات نافذة بجبهة الشرق بولاية القضارف عن تجميد نشاطها السياسي والامتناع عن أي عمل مشترك مع الجبهة، وعزت القيادات ذلك للتدخلات الأريترية في شؤون الجبهة. وقال الأمين العام لجبهة الشرق بولاية القضارف قمر حسن الطاهر إن الخطوة تهدف لتفكيك جبهة الشرق كمقترح أريتري، ومن أجل محاصرة الأجندة الأريترية وتحجيم دور العناصر التي تتبع لأريتريا. وأضاف أن جبهة الشرق أصبحت مجزأة لأربعة أجزاء بعد انسحاب مؤتمر البجا وإبعاد قوات الشرق وانسحاب مجموعة القضارف وانعزال القيادة السياسية وتبعيتها لأسمرا، مضيفاً أن القيادة السياسية انقسمت إلى ثلاث مجموعات هي مجموعة موسى محمد أحمد، ومجموعة مبارك مبروك سليم، وآمنة ضرار.
ووفقاً لهذه المعطيات المرتبطة بتجدد الخلافات يطرح السؤال نفسه.. هل تؤجل الخلافات تنفيذ اتفاق الشرق؟
لكن بعض المراقبين يقولون إن قيادات جبهة الشرق تستطيع وحدها الإجابة على هذا السؤال لأنها تملك خيوط اللعبة وبمقدورها احتواء الخلافات والعمل بصورة عملية لتقريب وجهات النظر السياسية والقبلية المتمثلة في قبائل البجا والهدندوة والتقراي والرشايدة والإثنيات الأخرى لتفعيل وإنجاح اتفاق الشرق وتفويت الفرصة على الخارجين على المؤسسية والاتفاق.

No comments: