هل تمخض الشرق فولد فأراً/احمد موسى عمر ــ المحامي

قرأت بإمعان متناه مقال بصحيفة السوداني عدد السبت25 اغسطس بإسم {صراع الجبابرة} حول قضية الشرق وحمدت للكاتبة حرقها للمراحل وصولاً لعُمق الفِكرة دونما مواراة للأحرف والألفاظ وهي قضية تم بيعها {للأسف} بثمن بخس مناصب معدودات {ستون عربة فارهة فوائداً لما بعد خدمة النضال } قبضها وسيط اصيل في صراع القضية ووزعها لمن أحب ورضي عن ذلك الوسيط ؛ ورضى الوسيط عنه . .. وضاعت من ثم مطالب البجا التي خرج لِأجلها من خرج , ومات لِأجلها من مات , وحُبِس لأجلها من حُبِس , ضاعت حُقوق البجا الواضحة في المُشاركة في الخِدمةِ المدنية , ومؤسسات الدولة العسكرية والعدلية والقضائية بإبهام لم يُبارح برنامج الحكومة بل توارى عنه خجلاً في مساحات من مكاسِب , أُجِلت قضية الفشقة , طُمِست دماء شهداء يناير , تضاءلت حلايب , هوشيري , المنطقة الحرة , إرياب , الموانئ , الجمارك , ثُم تمدد الفقر والجهل والمرض تحت عوادم عربات دستوريي الجبهة ومُخصصاتهم وإمتيازاتهم , ويحق لنا أنسألهم {ماذا اجبتم من تلكم التساؤلات لرجال ونساء وشيوخ واطفال منحوكم كل الثِقة فحصدوا الخذلان ومررات الفشل} نعم حققت الجبهة مكاسب على مستوى المُشاركة { كجبهة }
في السُلطة ولكن هل لهذا خرجت تنظيمات الجبهة ؟!!! للسُلطة ؟!!! واين امانات البجا التي حملوها إياكم املاً وحُلُمْ ؟ وحتى تلك المقاعد الثمن وزعها وسيط المفاوضات {صاحب الحق فيها} بمعرفته وبدولته ؛ كيف ــ بالله عليكم سادتي وقادتي ــ لحزب يحترم نفسه ويفترض فينا إحترامه أن يُوزِع مناصبه بل ويُهيْكل هياكله خارج دولته التي يمارس بها ولها نشاطه السياسي؟!! لقد رُسِم للحزب {الجبهة} خارطة طريق لا يملك ان يحيد عنها حتى ولو لاجل قضية حقيقية , لهذا فقد فقدت الجبهة ــ برأيي الشخصي ــ كل المُقّومات الشرعية للمدافعة عن القضية والآن وبعد أن نالت ما خرجت لاجله فعليها التنحي طوعاً لقيادات حقيقية تواصل ما إنقطع من نضال , لمكونات مدنية وسياسية تعي القضية وتعمل لاجلها لا لاجل مناصبها ولا تسمح لجهات أجنبية عن القضية ليس لتدُخل فيها وحسب ولكن قيادة دفة حلها من الألف للياء والمؤتمر الوطني أخطأ مرتين ؛ مرةً حين إعتقد أن تلك القيادات هي الشرق كُله . . . بيدها زمام الامر وكلمتها نهائية , ومرة أُخرى حين إعتقد أن المنصب هو الصراع أوهو النِزاع وإن لم نتدارك ذلك قبل فوات الاوان فسيدخل الشرق نفق أبوجا ويحتاج لملاحق وملاحق وملاحق فهل من مستمع ؟

احمد موسى عمر ــ المحامي