Monday, August 6, 2007

تحليل إخباري عن التغيرات التي حدثت فى حكومة البحر الاحمر مؤخراً .. هل هي هروب الى القمة ؟ وهل كسرت رءوسنا ولم تحطمها ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
تحليل إخباري عن التغيرات التي حدثت فى حكومة البحر الاحمر مؤخراً .. هل هي هروب الى القمة ؟ وهل كسرت رءوسنا ولم تحطمها ؟؟

بقلم: محمد احمد عثمان الحلنقي:ahmed musa omar

ان ولاية البحر ا لاحمر تمثل للجميع ملاذاً مستقراً يرحب بكل أبناء الوطن ويتيح لهم فرص العيش الكريم وبناء المستقبل المشرق والفاؤل بغدٍ أكثر إشراقاً عن أي بقعه فى السودان القارة وهي حاضن كالأم الرؤوم لكل أبناء السودان الأغر على إختلاف سحناتهم وعقائدهم ومللهم بهذه الصفات تعد ولاية البحر الاحمر واحدة من أقيم الولايات فى خلق تجانس السودان الفريد من نوعه .. التاريخ يؤكد هذه الحقيقة والواقع الآن يدعم هذا السرد.
رغم بعض الأصوات المتطرفه فى طرحها الفكري فيما توريده للولاية من سؤدد وتطور بالمجتمع والتي تنادي بحقوق البجه كقومية شاءت الأقدار أن تستوطن هذا الشرق وتدفع ضريبة المواطنة بكل أشكالها التي تقرأ فى صياغ التاريخ ( أمثال جعفر بامكار وأركاب ) .
وقفت كثيراً عند تغيير المعتمدين بولاية البحر الاحمر .. هل هي الدهشة التي قال عنها الفيلسوف أرسطو أنها بداية المعرفة ، فالإنسان يدهش لما يراه ويسمعه والذي لا يندهش لما يراه أو يسمعه فهو ليس هنا او هنالك او كما يقول اهل الشرق عندما يرفضون منطق أحد أتركوه انه ليس فى ثانية ولا في ثالثة ..وأنه غائب عن الدنيا والدنيا غابت عنه أي أنهم حكام فى مباراة ليس لها كأس ولا دوري .. او كما يقول المعنى الوجودي اللعين ان هنالك أنواع من الناس مثل الزائدة الدودية.. أنهم زائدون فقط .. اى زائدون عن الحاجة موجودون هنا دون ضرورة كالأصبع السادس فى بعض الأيدي.
ومواطنى البحر الاحمر ليسو أصبع سادس بل الولاية تحتاجه فالإنجاب محدد والخصوبة هى الأخرى متدنية نسبة للأغراض المستوطنة او الثالوث القاتل الذي إشتكى منه أبناء البجا على إختلاف أحزابهم ونادوا بإجتثاثه من جذوره منذ فجر التاريخ حتى إتهموا بالجهوية وهو إتهام باطل لا أساس له من الصحة.
ونحن نعيش بداية الألفية الثالثة ظهرت أجيال جديدة وتبدلت مفاهيم كثيرة وغدت الذهنية مترعة لهم العولمة ، ورحل عن دنيانا الفانية عمالقة فى فن القيادة فى الهم العام.. فالحياة لا تقف لمجرد رحيل رعيل او موت أحد العظماء فى الشأن العام مما يستوجب ظهور جيل جديد يحمل الراية ويتقدم الصفوف .. وقد يكون هذا الجيل من الكوادر الجديدة القليلة الخبرة لكن لابد ان يتقدموا الصفوف الأمامية لملأ الفراغ القيادي هكذا تقول سنة الحياة.
فالتغيير الذي أحدثه (إيلا) هذه المرة كان مربوط بعوامل كثيرة منها الخارجية والداخلية.. ربما لم ينتبه القارئ للساحة هذه المرة الشرخ الذي أحدثه والي البحر الاحمر فى مفهوم القيادات إذ أصاب فى مقتل الفكر المستوطن للولاية نعم شاورهم عبر اللجنة التي إختارها بموافقة المجلس القيادي وإستمع كثيراً ولكنه أحدث إنقلاب أبيض كسر رؤوسنا ولم يحطمها فى محاولة التمعن فى طريقة تفكريه المغايرة تماماً لفكر الديناصورات المنقوص والموغل فى إستصحاب أهل الولاء لبعض القيادات وليس فكر المؤتمر الوطني الذي بدأ يغير سياساته منذ أغسطس 2005م فى الولايات الثلاثة وتبنى مشاريع تنموية تطال البنى التحتية والصحة والتعليم وهما مجالان مهمان فى شرق السودان لأنهما ضلعان أساسيان لأدواء الثالوث الذي هيمن على الشرق السوداني . مما يثبت هذه المقولة او يؤكد صحتها اللجنة العليا التي كونها والي البحر الاحمر للتنمية والتي يرأسها بنفسه وشغلها الشاغل هو الصحة والتعليم.. وهي محاولة جيدة فى القفز على البروغراطية الحكومية التي تتلكأ كثيراً فى بحور الإجراءات لتنفيذ أي مشروع .. أظن إيلا وضع نصب عينه هموم الشرق التي رفعت شعاراتها منذ قديم الأزل( منذ تكون مؤتمر البجا الأول) وسحب البساط من تحت أقدام جبهة الشرق هذا من جانب.
ومن الجانب الآخر الذي طبقه والي البحر الاحمر فى إختيار معتمدين يخيرج القيادات المحلية من الإطار الحزبي الخلافي الى أفاق القيادة الجماعية وتبني المسئولية من قبل القيادات المختارة تجاه أهلهم إذ أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاف الإسلامي الإسلامي ماهو الا وجهان لعملة واحدة وهذا تفكيرٌ يستصحب التوفيق بين القيادات ويسعى لتوحيد الساحة أمام أي تصنيف يعيق مشاركة أحد.. إذاً وهو الإسلامي الملتزم بكل قواعد الحركة الإسلامية.. لا يسع مأساته البجا ويحاول ان يخرجهم من مزالق التخندق فى بؤر الخلاف الحزبية التي لا تغني ولا تسمن من جوع الى أفاق التوحد والتنمية.. والحديث هنا ذو شجون رغم أن غزو ما يفكر فيه إيلا وهضم مفاهيمه محصلته النهائية جيدة إنه يرصف طريقاً جديداً ويغرز مصل جديد مضاد للإنشقاقات فى ذهن القيادات الشابة فى شرق السودان.
ورغم الحصار الذي يحدق به من كل صوب من مجموعة الإستشاريين يصل لغايته بالوفاق تارة وأخرى بالعزيمة.
وإذا ألقينا نظرة الى المعتمدين وأخذنا على سبيل المثال بعض النماذج نجده خرج عن خط راسمي سياسة البحر الاحمر فى إختيار القيادات فى الماضي مما يعطي أملاً كبيراً فى أنه مقدم فى الشق الأخر من تغيراته التي نسمع بأنه 1/9 على مفاجئات قد تسر الكثيرين وقد تغضب القليلين.
فى المعتمديات مشاركة جبهة الشرق فرضت عليه التضحية بمحليتين وغاب مسبقاً بتشطير الولاية بإضافة محليتين هي جبيت المعادن ودرديب إستعداداً لمشاركة جهت الشرق.. وفى إلتفافه لا تخلوا من بعض الإبداع وفق تماماً فى إختيار معتمد جبيت المعادن ومعتمد حلايب فهو إبن أوسيف وعضو منتخب فى مجلس الولاية التشريعي السابق أي إختار من ترغب فيه قواعده وإذا أمعنا النظر فى إختيار معتمد سنكات نجده أنه إختار رجلاً يحتفظ بعلاقات متوازنة مع الكل ومحبوب من الجميع ويجد القبول من العامة وهو قامة سامقة.. وإذا نظرنا الى إختياره لمعتمد هيا فقد إختار شيخ العرب عمدة خور عرب رجل الأزمات وإبن المنطقة فهو قيادي يعتمد عليه فى حلحلة قضايا كثيرة وهو خارج المقعد الدستوري.. وإختار لدرديب أحد أبناء جبهة الشرق والعهدة على الراوي يقال أنه إِشترط عليه قبل ان يمنح المعتمديه ان يوافقوا على اي معتمد تختاره الولاية فوافقوا اذاً فمعتمد درديب مقبول.. وتبقى عقيق وهذا الشاب الخلوق حسب الله المعتمد الوحيد الذي لم يتم تغييره ويتمتع بعلاقات واسعة وله قاعدة وهو أحد القيادات الواعدة جنوب الولاية.. وتبقى محلية القنب والأوليب التي تم اختيار احد ابناء جبهة الشرق لها من الداخل رغم انه كان من الفاعليات فى المؤتمر الوطني ويجد القبول من كل اهل الريف لأنه من قلب البادية ويعرف همومها وباءت محاولة البعض من ديناصورات الولاياة فى احداث شروخ فى نسيج البادية اذ يرحب اهل القنب والاوليب معاً به وسيجد كل التعاون كما نسمع.. ويهمس البعض ان الشقاق الذي صادف الوالي فى زيارته الأخيرة لأرياب وأذابه الوالي بنفسه قد ألقى بظلال كثيفة على هذا الإختيار وهي مقولة يقف خلفها الجميع ويؤيدونها.
ويبقى معتمد محلية بورتسودان الأستاذ سيدي عمر قبسه وهو من أساطين محاربة أفات الصحة وهذا تخصصه الذي نجح فيه طوال عمره حتى وصل فيه الدرجات العليا.. وكما قلنا ان السيد إيلا عبر لجنة التنمية يشرف بنفسه على التعليم ووزارة الصحة إشراف مباشر والأستاذ قبسه احد كوادر إيلا الوفية وقد حارب على صفحات الجرائد خصوم إيلا وناله الأذى الكثير كما أن قبسه كمعتمد لمحلية بورتسودان لا ننسى انه يمثل الثقل القبلي الذي يرضي النسيج الإجتماعي وبذلك قبسه فى المكان المناسب ومطلوب منه بعض ان هرب الى القمة ان يثبت كفاءته وهو قادر على ذلك وإختيار قبسه لهذا الموقع يعطي إشارات لمحنا بها فى بداية المقال ان صناع القرار فى إختيار القيادات لولاية البحر الاحمر سابقاً يلفظون أنفاسهم الأخيرة ولم تعد الساحة تكية بل تخضع لفكر إستقطابي يستشرف الإنتخابات المقبلة.
ويبقى معتمد طوكر فهو شخصية خدمية فى مجلس الولاية التشريعي ومن القيادات الشبابية الواعدة ويرجي منه الكثير ونحن فى إعتقادي وسط خضم الإتفاقيات الكثيرة لم نصل حتى الآن للحد الذي نختار فيه قياداتنا وفق الأسس المشروعه فأي تحالف قبلي هامس ضد هذا المعتمد فى هذا التوقيت يعتبر حرثاً فى بحر ليس أمام أهل طوكر الا الرضوخ للواقع والمعتمد شخصية خدمية يرجيى منه الكثير.. يستدل من هذه السرد ان السيد الوالي خلط الأوراق وفي فهمي كما ذكرت لا يوجد ما يسمى شعبي او وطني بل الجانب الآخر من هذه العملة الذي اختاره الوالي قيادات فاعلة ومؤثرة وتعمل فى الضوء ولها إمكانيات كبيرة فى تحريك الشارع ولها القدرة فى الحفاظ على القواعد وعلى سبيل المثال لا الحصر لايمكن ان ادير ولاية وأدير ظهري فى النقابات عن الأستاذ فؤاد علي إبراهيم او فى المجلس التشريعي الاستاذ محمود عثمان او ممثل الطلبة وهم قيادات راسخة ومتمرسة وبذلك يمكننا القول بأن إيلا قد وفق في إختيار المعتمدين وفرض وجوه جديدة رغم بعض المسالب التي سببها له الإستشاريين.
ونحن نجزم إذا جرت إنتخابات لإختيار والي للبحر الاحمر لن يكون السيد إيلا من المولى ( الموالي ) وهذه قضية تقودنا الى دائرة سنكات وذاك امرٌ أخر ويحلو الكلام فى وقته .. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


--------------------------------------------------------------------------------

No comments: