Monday, August 6, 2007

اســترداد مــواردنا بقــوة ســواعدنا

ردا علي الاستاذ محمد جعفر هنييس
اســترداد مــواردنا بقــوة ســواعدنا
الحــق ينتــزع ولا يســتجدي
ما اخــذ بالقــوة لا يســترد لا يســترد الا بالقوة

د. ابومحمد ابوامنة هنييس
كذب الوفد المفاوض في اسمرة حين ادعي ان الشرق ضعيف في موارده الطبيعية , وان مشاركة الشرق بنصيب في الثروة سيلحق به الدمار, واي دمار, وانه رأفة بأهل الشرق لا يمانع في منحهم 600 مليون دولار تصرف بالتقسيط خلال 5 سنة للتنمية والاعمار. ضغظ علي مفاوضي الشرق لقبول هذه الافترآت كما ان الوسيط الارتري لم يقم بتصحيح هذه الاكذوبة.

كذب المفاوض الحكومي وهو يدري بان الشرق غني بموارده الطبيعية من معادن وبترول وغاز ومواني وطرق عابرة وثرواته البحرية, وانه يورد لسلطة الخرطوم ما لا يقل عن 5 مليار دينار سنويا, وانه سيضخ اضعاف هذا المبلغ حين يتم إستغلال الغاز والبترول بالبحر الاحمر وحين يتم إستغلال الذهب في منطقة كمويسانا بتلال البحر الاحمر, والوفد الحكومي كان يدرك بان مفاوضات تجري لاستغلال هذه الموارد, فكذب وحجب الحقائق. ولكن للاسف وجد من يصدقه ووجد من يدعمه. الوسيط سكت, والواجب كان يحتم عليه اجلاء الحقيقة. وفدنا ذهب للتفاوض وهو خالي اليدين من اي درسات اقتصادية وخاوي الذهن عن ابجديات عن موارد الاقليم وعن امكانية تطورها في المستقبل. بل رفض ان يصحبه اصحاب العلم والمعرفة من المتخصصين في الاقتصاد والجيلوجيا وفن التفاوض. ارتكبوا الخطأ الجسيم مع سبق اصرار حين وقعوا تلك الاتفاقية المشينة. لفد اضاعوا حق المواطن في المشاركة في ثرواته التي وهبها لهم المولي عز وجل.

لقد قدموها هدية للمستغلين من اواسط البلاد.

لقد كان انسان الشرق يتمني ان تجلب الاستثمارات الجديدة لذهب تلال الشرق وللبترول والغاز في البحر الاحمر الخير علي مواطني المنطقة من البجـــا الذين عانوا من التهميش والتضليل والاستعلاء والتخلف والمجاعة والجهل والمرض بصفة خاصة ولمواطني السودان بشكل عام. ولكن سياسة الوسط لا يمكن ان تتغير بين لحظة واخري, فاصحاب السلطة هناك هم الذين دأبوا علي امتصاص دمائنا علي مر الدهور, وهم سبب التخلف والجهل والمجاعات التي نعاني منها. وهم الذين منعونا من حقنا في الثروة والسلطة في اتفاقيتهم التي وقعوها في اسمرة العام الماضي.

ان انه من الخطأ استجداء سلطة الخرطوم لتحقق لنا المطالب, لابد ان نسترد الحقوق بنضالنا وبالتضحيات تلو التضحيات حتي نحقق ما نصبو اليه, وخير مثال نحتذي به هو نضال الحركة الشعبية وما احرزته من نتائج, وكذلك نضال الحركات المسلحة في دارفور التي رفضت في اباء وشمم فتات الموائد الذي عرضته لهم الانقاذ, لم يغرقوا في شبر ماء كما فعلنا, ولم يلهثوا للسلطة, كما نفعل. لقد برهنوا انهم اصحاب قضية, وغدا سيقف المجتمع الدولي معهم لحلها.

صحيح يجب ان يكون الهدف الأول والأخير من هذه الأنشطة الاستثمارية وتحريك الثروات الكامنة والتنمية هو المواطن صاحب الثروة وصاحب الارض أولاً وقبل كل شئ ثم باقي أنحاء السودان, كما تنادي وثائق الامم المتحدة الخاصة بحقوق المواطنين الاصليين بذلك. كما جاءت به اتفاقية نيفاشا ووثقته في الدستور السوداني. فلو تمسكنا بحقوقنا في الدستور واتفاقية نيفاشا وبالمواثيق الدولية ودافعنا عنها باصرار كان يمكن ان نحقق نصرا.

لكن مفاوضينا وضعوا كل هذا جانبا وصدقوا افترآت الانقاذ.

الا ان الانقاذ بمؤامراتها الدنيئة في اسمرة والاصرار علي سلب البجا من جميع مواردهم والاصرار علي مواصلة مص دمائهم ستسببت الاحتقانات والاضطرابات والمرارة والمواجهات والاقتتال من جديد.

يقول الاستاذ محمد جعفر هنييس:ـ

يجب ان يشعرالمواطنون أن الثروة التي إستخرجت من أرضهم تعود إليهم بفائدة مباشرة وأنهم يساهمون في بناء وتطوير السودان ووحدته من خلال ما يقدموه لوطنهم من خيرات باطن أرضهم بعد اكتفاء حاجاتهم وانهم ليسوا جوعي وعرايا ومرضي ولاينتابهم شعور الحقد والكراهية لاغتصاب ثرواتهم وإقتلاعها غصباً عنهم.


ويتساءل ما هي نسبة ونصيب الولاية التي يقع المشروع داخلها للمساهمة في الصرف علي مشاريع تنمية؟

ونجيب, حسب نصوص اتفاقية اسمرة لا يسمح للولاية بالمشاركة او الاسهام او التدخل في توجيه الصرف الخاص بالاستثمارات في المشاريع الجديدة, هذا تركناه للسلطة المركزية في الخرطوم!! ومقابل ال 600 مليون دولار لا يحق لنا المطالبة باي نسب في اي استثمار يحدث في الاقليم الان او في المستقبل. لقد بعنا القضية مقابل حفنة دولارات وبضعة مناصب.

لقد ظلت الحركة السياسية البجاوية تناضل من اجل المشاركة الفعالة في السلطة المركزية وبالفيدرالية الحقيقية وبسيطرتها الكاملة علي الموارد المالية, حسب ما هو معروف في النظم الفيدرالية, فالانقاذ تريدنا المشاركة في نظامها الديكتاتوري وقد نزعت عنا هذا الحق. الحركة الشعبية ستأخذ كامل الموارد بعد الاستفتاء. اين نحن من هذا؟ في اسمرة تنازلوا عن كل مقدساتنا.

علي الانقاذ ان تعلم اتتا مصممون علي استرداد حقوقنا بقوة سواعدنا, فالحق ينتزع ولا يستجدي, وهل يسترد ما اخذ بالقوة الا بالقوة؟

ان الاقليم الشرقي هو حساس للغاية بمواقعه المتعددة ولا يتحمل المواجهات الساخنة, فان لم تعمل الانقاذ بشكل جدي لحل المشاكل سيكون الباب مفتوحا للردع وفي تلك المواقع بعينها التي تعرقها الانقاذ.

تحت مظلة الحكم الفيدرالي الحقيقي ستشرف حكومة الاقليم علي الموارد الطبيعية وكيفية استثمارها وتبرم الاتفاقيات مع المستثمرين وتستغل هذه الموارد لتنمية الاقليم وخاصة المناطق المنتجة وتلك الاكثر تخلفا, مع التعويض المجزي لاصحاب تلك الارض. الا اننا يجب الا نستجدي, يا استاذ محمد جعفر, وانما نسعي متضامنين متكاتفين وباصرار لفرض هذا الحق. وتحت مظلة الفيدرالية, كما تقول انت, ستقوم سلطة الاقليم بتحديد صيغة الشراكة وستجلس مع المواطنين في مناطقهم علي الارض وتتحدث معهم بكل تواضع وتحيطهم علماً بالفوائد التي ستكون في مصلحتهم ومصلحة الاقليم العليا, ستقوم بالتسويق للفكرة وعرض المزايا والفوائد التي سيجنونها وأخذ الموافقة والاستماع منهم الي ارآئهم والأخذ والعطاء بالنقاش والوصول الى صيغة يكون فيها الجميع فائزاً ومنتصرا. كل هذا لن يتم الا في ظل فيدرالية حقيقيةً حين يحكم ابناء الاقليم انفسهم بانفسهم..

اننا لم ننل من الطبقة الحاكمة في الخرطوم ذات التوجه الراسمالي غير الاهمال والتهميش والاستغلال والمعاناة والمجاعات والابادات, لذلك يجب دعم وحدتنا وتصعيد النضال حتي نحقق اهدافنا النبيلة..

No comments: