Monday, August 27, 2007

أمطار ( خير وبركة) على بورتسودان

أمطار ( خير وبركة) على بورتسودان
الخرطوم: عبدالوهاب نايل
وفرت الأمطار الغزيرة التي هطلت على طول ساحل البحر الأحمر في خريف هذا العام كمياتٍ وفيرة من مياه الشرب لمدينة بورتسودان مما خفض من الأزمة الخانقة التي تشهدها المدينة مع كل صيف، وكشفت جولة ميدانية لـ(السوداني) بالمدينة عن استقرار أسعار مياه الشرب وهي المرة الاولى لسنوات خلت التي تشهد فيها المدينة استقراراً في الامداد المائي في فصل الصيف، فيما لا تزال المدينة على الرغم من النهضة العمرانية الكبيرة التي انتظمت سوق واحياء المدينة تعاني من تذبذب التيار الكهربائي، في وقت رصدت فيه حكومة الولاية مبالغ مالية لحل الأزمة حلاً جذرياً، وتواجه المدينة تدهوراً في الخدمات الصحية على الرغم من التحسن الذي طرأ على مستوى خدمات المستشفيات.
نهضة عمرانية
ويقف الزائر للمدينة على حجم العمل الذي يجري حالياً على شبكة المياه واعادة تأهيلها واعادة توصيل خدمات الشبكة لكل المنازل بأحياء المدينة المختلفة والتي كان يتعذر وصول المياه اليها في السنوات الماضية.
فيما لا تزال الفرق تعمل في اعادة التوصيل للامتدادات الجديدة للمدينة مع وصول شبكات الطرق المعبدة لكل الاحياء وقد تم رصف ما يوازي الـ 130 كيلومتراً في احياء المدينة مع امتدادات لشبكات تصريف مياه الامطار ويجري الآن الاستعداد لمد شبكة الصرف الصحي للمدينة.
ولا تزال بورتسودان تعاني من الانقطاع المستمر للامداد الكهربائي. وعزا مسؤول بالهيئة - فضل حجب اسمه تحدث لـ(السوداني) - المشكلة الرئيسية للقطوعات لوجود عيوب في الشبكة التي وصفها بانها مهترئة ولا تتحمل قوة الضغط الكبيرة للاستهلاك اضافة الى ان امدادات تشغيل المولدات تنقطع احياناً من الوصول الى المدينة مما يؤدي الى تقليل ساعات العمل بالوابورات العاملة.
انتهاء صلاحية
ولكنّ عدداً من المواطنين تحدثوا لـ(السوداني) قالوا ان العيوب ليست في الشبكة وحدها وانما في كمية الطاقة المولدة من وابورات انتهت صلاحية بعضها فيما يعاني آخر من نقص في قطع الغيار وانعدام الصيانة، بالاضافة الى استجلاب وابورات صغيرة غير صالحة لانتاج كميات كافية من الكهرباء لمدينة مثل بورتسودان.
والوضع الحالي لكهرباء بورتسودان اقل بكثير مما تحتاجه المدينة التي توجد بها محطة اسعافية رقم (أ) واستجلبت العام 2003م وطاقتها القصوى (30) ميقاواط، بجانب المحطة (ب) وهي محطة احتياطية، بالاضافة للمحطة (ج) وبها ثلاث وحدات وتم تركيبها في العام 1983م وطاقتها القصوى (15) ميقاواط مع المحطة الاخيرة وهي المحطة (د) وهذه المحطة تم شراؤها من مصنع النسيج الكوري وتعمل بها ثلاث وحدات بطاقة قصوى لا تتجاوز الـ 6 ميقاواط.
إعادة تأهيل
ورصدت حكومة الولاية كمية من العملات الاجنبية والمحلية لايجاد الحل الجذري لأزمة الكهرباء 6.9 ملايين يورو 3.59 ملايين دولار، 325 الف جنيه استرليني، 68 مليون جنيه سوداني لسد العجز فى الكهرباء وتوفير الاسبيرات اللازمة لاكمال اعادة صيانة الوابورات الحالية مع استجلاب وابورات جديدة.
كما تعمل الحكومة الولائية واستباقاً للكهرباء القادمة من سد مروي بالعمل على اعادة تأهيل محطات المدينة بواسطة شركة كورية للمحطتين (أ)، و(ج) بواسطة شركة ايطالية وقد تم توفير نحو50 ميقاواط ساعدت كثيراً فى التخفيف من آثار صيف هذا العام. فيما بدأت عمليات اعادة تأهيل وتجديد شبكة المدينة بطول30 كيلومتراً استخدمت فيها اسلاك مغطاة لأول مرة تفادياً لمشاكل الرطوبة التى كانت فى الماضي واحدة من اهم اسباب قطوعات الكهرباء وقد تجاوزت نسب التنفيذ الآن الـ60%.
ويشكو سكان المدينة من خدمات المستشفى على الرغم من التحسن الذي طرأ عليها مما كان عليه فى السابق لكن كل شكوى من التقتهم (السوداني) تمثلت فى الرسوم التي يستوجب على كل زائر للمستشفى دفعها ليتسنى له العلاج وتشمل ذلك حتى الحوادث الطارئة وادى الحراك التنموي الذي تشهده بورتسودان الى دفع الكثير من العائلات للتراجع عن بيع مساكنها والانتقال الى العاصمة والتى ادت الى تراجع اسعار المنازل الى ادنى مستوياتها ولكن عادت مرة اخرى الى الارتفاع وبصورة حيوية، فيما مثلت الايجارات فى كل احياء المدينة مستويات عالية قاربت ايجارات المنازل بالعاصمة بالخرطوم.

No comments: