Tuesday, August 28, 2007

أخيراً.. جبهة الشرق في الخرطوم

أخيراً.. جبهة الشرق في الخرطوم

الخرطوم: الفاتح عبدالله
يؤدي موسى محمد احمد رئيس جبهة الشرق ونائبه د.آمنة ضرار والأمين العام مبروك مبارك سليم القسم امام رئيس الجمهورية، كمساعد لرئيس الجمهورية ومستشار للرئيس ووزير دولة بالنقل على التوالي، ووصلت قيادات جبهة الشرق صباح امس وسط استقبال محدود من المسؤولين بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم، فيما شهدت قاعة الصداقة حشداً جماهيرياً ضاقت به سعة القاعة واستقبل انصار جبهة الشرق من البجا القيادات بهتافات مناوئة للاتفاقية بلغة (البداويت)، ودشن رئيس جبهة الشرق نشاطه بعد غياب تجاوز الـ(16) عاماً بمخاطبة اللقاء الجماهيري بالقاعة ورد على الهتافات بأن مؤتمر البجا وعاء شامل لأهل الشرق، ونفى ان تكون المحاصصات القبلية ضمن معايير جبهة الشرق، وطالب موسى باستقلال القضاء واحترام سيادة القانون وحرية الصحافة وقومية الاجهزة الاعلامية الحكومية، مشدداً على ان جبهة الشرق ستطرح قضية أحداث بورتسودان مع الحكومة لإيجاد الحلول لها، فيما اكد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه التزام الحكومة بتنفيذ الاتفاقية واشراك قادة جبهة الشرق فى مطابخ صنع القرار، فى وقت اعتبر الامين العام للحركة الشعبية اشراك قادة الجبهة فى مؤسسة الرئاسة يبيّن أن قبضة المركز على السلطة بدأت فى التلاشي، محذراً من مغبة نقض العهود والاتفاقيات، مطالباً اللجنة التحضيرية لجبهة الشرق بالاعداد للمؤتمر العام للجبهة فى فترة لا تتجاوز الـ(8) أشهر من الآن. وفى ذات السياق اكدت الحكومة التزامها الكامل بكل ما جاء فى الاتفاقية، فيما اعتبرت الحركة الشعبية الاتفاقية اضافة حقيقية لاتفاقيات السلام السابقة، محملة المؤتمر الوطني انفاذ الاتفاقية ومحذرة من مغبة عدم التنفيذ.
مرحلة شاقة
قال نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ان مرحلة ما بعد السلام مرحلة شاقة تحتاج لمزيد من الصبر وجمع الكلمة وحسم كل الخلافات لبناء السودان الموحد، واضاف ان قادة جبهة الشرق سيكونون شركاء اساسيين وليس فى طرف الملعب وانما فى مطابخ صنع القرار السياسي وفى الاجهزة التشريعية والتنفيذية، وأكد نائب الرئيس على التزام الحكومة بتنفيذ بنود الاتفاقية، معلناً عن التئام اجتماع اليوم للجنة المتابعة لتنفيذ الاتفاقية للشروع فى عملية التنفيذ الفعلي



وقود الانتخابات
ومن جانبه طالب رئيس جبهة الشرق اعضاء الجبهة بضرورة الالتزام التنظيمي كشرط لتنفيذ الاتفاقية. ونفى موسي محمد احمد في خطابه امس بقاعة الصداقة ان تكون المحاصصات القبلية ضمن معايير الجبهة لجهة انه سيقود الجبهة لمزيد من الانقسامات، مضيفاً ان الاحزاب السياسية تعاملت مع مواطني الهامش كمخزون موسمي يستخدم كوقود فى خوض الانتخابات والمعارك السياسية، واشار الى ان الجبهة منذ ضربة البداية تعاملت مع قضية الشرق من منطلق المسؤولية الوطنية وان الاتفاق جاء للمتغيرات التى حدثت فى الواقع السوداني، لافتاً الى ان الحكومة لم تستطع ان تهزم الجبهة والجبهة لم تهزمها ولكن كانت مواجهات شريفة والجبهة لم تستهدف المنشآت الحيوية التى كانت تحت مدى نيرانها.
وطالب موسى محمد احمد الحكومة بالابتعاد عن تسليح القبائل او تكوين القوات والمليشيات الخاصة وان تستمر فى برنامج نزع الاسلحة وفصل السلطات واحترام سيادة القانون واستقلال القضاء وحرية الرأي والتعبير ووطنية الصحافة وقومية الاجهزة الاعلامية الحكومية. واشار موسى الى ان الجبهة ستشارك مشاركة فعالة فى حل قضية دارفور مع الحكومة، واضاف ان جبهة الشرق ستركز فى المرحلة القادمة على الاستعداد المبكر للانتخابات التشريعية والنيابية فى كافة مستوياتها والدخول فى التحالفات السياسية حسب ما تمليه مصلحة الجبهة وترتضيه المرحلة، ودعا الى قومية القوات المسلحة والاجهزة الامنية الاخرى في تكويناتها واعادة النازحين واعمار المناطق المتأثرة بالحرب فى شرق البلاد والاهتمام بأسر شهداء الجبهة ودعم المرأة والحركة النقابية والجامعات والمعاهد العليا.
وشهدت قاعة الصداقة التى كانت مسرحاً للاحتفال هتافات بلغة البجا (البداويت) ترفض الاتفاقية وتطالب بتعديلها لاعتبارها جاءت للمحاصصة القبلية، ووصفت مصادر لجبهة الشرق تحدثت لـ(السوداني) وفضلت حجب اسمائها ان الاحتفال لم يكن بقامة قيادة الجبهة وفضلت قيامه فى كسلا، واعتبرت ان الحكومة ارادت من احتفال الخرطوم الكسب السياسي وان الجبهة والحكومة اتفقتا للاحتفال هنا بدلاً من كسلا خوفاً من الاحتقان بسبب اعتقال بعض قيادات مؤتمر البجا، واضافت ان موسى طلب امس من المسؤولين اطلاق سراحهم لأن الوقت لا يسمح بذلك ويشعل فتيل الفتنة.
وقال مستشار رئيس الجمهورية رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الشرق د. مصطفى عثمان اسماعيل ان شرق السودان ودع مرحلة الهجوم على القرى والمدن وضرب انابيب البترول وقطع الطريق القومي بعد توقيع اتفاق سلام الشرق وتحول جبهة الشرق الى تنظيم سياسي.
وقال د. مصطفى عثمان لدى مخاطبته احتفال عودة قيادات جبهة الشرق بقاعة الصداقة اننا نرحب بالجبهة كحزب سياسي يعمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية وفق الثوابت والمصالح العليا للدولة، وامتدح دور ارتيريا في التوصل لاتفاق السلام، مشيداً بجهود دولة قطر في دعم المشاريع التنموية بشرق السودان، داعياً الدول العربية والمجتمع الدولي الاسهام في تنمية واعمار الشرق.
ومن جانبه قال الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم فى تصريحات صحفية ان دخول قيادة جبهة الشرق للقصر تعني ان السودان تحدث له تغيرات بعد ان كانت مؤسسة الرئاسة حكراً على الوسط فقط، وطالب المؤتمر الوطني بتنفيذ الاتفاقية وعدم الرجوع لنقض العهود. وحذر باقان من مغبة عدم الالتزام بها، مؤكداً ان الحركة ستعمل مع كل القوى السياسية من اجل انفاذ الاتفاقية.
ومن جانبه قال نائب رئيس جبهة الشرق د.آمنة ضرار إن هناك تحديات تواجه السودان اعدت الجبهة لها إعداداً جيداً لمواجهتها بالتحول لحزب سياسي حتى تستطيع ان تعمل مع منظومة القوى السياسية الاخرى في حكومة الوحدة الوطنية. واشارت آمنة الى ان الاتفاقية تحتاج لجهد كبير وادارة قوية للعبور بانسان الشرق للامان وخلق التنمية والتعليم والصحة بكل الولايات الشرقية.

No comments: