Wednesday, August 1, 2007

لتنقية الأجواء السياسية

لتنقية الأجواء السياسية

نور الدين مدني
كُتب في: 2007-08-01

noradin@msn.com


*الحراك السياسي الذي يجري في الساحة ظاهرة صحية وإن صحبته بعض المخاشنات اللازمة لتنقية الأجواء من مخلفات وتداعيات السياسات والممارسات السابقة، خاصة في الأحزاب العقائدية التي ورطت القوات المسلحة في انقلابات عسكرية دفعت ثمنها غالياً.
*لذلك نحن مع المراجعات الفكرية المهمة التي ينبغي أن تستمر داخل هذه الأحزاب العقائدية، خاصة الحزب الشيوعي السوداني وحزب الجبهة الإسلامية القومية وامتداده الحالي وأن تقبل كل الأحزاب النقد الموجه لسياساتها وممارساتها خاصة تلك التي جرت بسببها تصفيات ومحاكمات سياسية واعدامات وتطهير سياسي، واحالة للصالح العام السياسي، أيضاً.
*لذلك أيضاً ظللنا ندعو لاعطاء فرصة أكبر للوسط السياسي، الذي لا ندعي له العصمة أو الكمال السياسي لكي يسهم في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي المنشودة، ونعني بالوسط السياسي حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي دون اغفال للأحزاب الأخرى أو الكيانات التي أصبحت موجودة في الساحة ونخص منها على سبيل المثال لا الحصر المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي.
*نقول هذا لأننا أحرص على تأمين السلام، واستكماله جغرافياً وسياسياً، ودفع التحول الديمقراطي بكل مستحقاته السياسية والاقتصادية والعدلية والأمنية، وهذا يتطلب أول ما يتطلب بعد الاعتراف المتبادل الذي بدأ عملياً وسط مطبات وعراقيل، لابد من تجاوزها سوياً بجدية، هذه المراجعة الضرورية لتنقية الأجواء السياسية من سلبيات الممارسات السابقة والأمنية كخطوة مهمة، لبناء سودان المستقبل قومياً وسلمياً وديمقراطياً.
*إن نقد السياسات والممارسات لا يعني اهالة التراب على الماضي أو اقصاء كل الحاضر السياسي، وإنما لابد من استصحاب ايجابيات الماضي والحاضر والدفع باتجاه المستقبل بروح جديدة نتجاوز فيها المرارات القديمة عبر هذه المكاشفة السياسية لتهيئة الأجواء للاتفاق السياسي السلمي القومي.
*وننتهز هذه الفرصة لكي نناشد قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للاسراع باعادة ترتيب البيت الاتحادي لكي يسترد مكانته المتقدمة في الساحة السياسية، وأن يواصل قادة حزب الأمة برئاسة الامام الصادق المهدي ما بدأ لاستكماله هيكلياً وتنظيمياً لتعزيز المؤسسية والديمقراطية لمجابهة احتياجات المرحلة المقبلة.
*وعلى الحركات المسلحة سواء تلك التي شرعت في الانتقال إلى العمل السياسي السلمي أو تلك التي مازالت في المعارضة تفعيل الحراك السياسي داخلها وفيما بينها، مع الأحزاب القائمة في الحكومة أو المعارضة حسب درجة التوافق والقرب من هذا الحزب أو ذاك، بحيث تنتقل بكلياتها إلى العمل السياسي وتنزل أهدافها وأحلامها المشروعة عبر خطط وبرامج تحافظ على ما اُنجز وتدفع به نحو الأحلام القومية التي تلبي تطلعات المواطنين عامة في حياة حرة كريمة آمنة مستقرة

No comments: