Wednesday, September 5, 2007

بصراحة بين مؤتمر البجا و جبهة الشرق

بصراحة بين مؤتمر البجا و جبهة الشرق

هاشم محمد الحسن

eissa69@hotmail.com



كالعادة اقرأ بعض المقالات في الشبكة العنكبوتية عن مؤتمر البجا و نضالاته الطويلة. و من بين تلك الأخبار التى قرأتها الأسبوع الماضى خبراً عن إجتماع مؤتمر البجا . فقد إجتمعت حشود الجماهير البجاوية في مدينة بورتسودان ، في حى ديم العرب أو ديم العرب أم درمان البجا كما يحلو للأستاذ أدم أركاب أن يسميه . وقد حضر ذلك الإجتماع التاريخى الأستاذ عامر محمد طاهر رئيس مؤتمر البجا بالخليج ، كما خاطبه الأستاذ محمد طاهر رئيس مؤتمر البجا سابقاً.

اهم حدث في ذلك الإجتماع هو إنفصال مؤتمر البجا عن جبهة الشرق . خبر هذا الإنفصال جعلني أشعر بأن مؤتمر البجا ما زال يعيش في وجدان الإنسان البجاوى رغم ضياع مثقفى البجا .

ايها الأخوة ماذا ألم بنا ؟ أأننتظر مستر جودو لكى يأتى الينا !!! إننا نسمع و نقرأ عن إجتماعات جماهيرنا في شرقنا الحبيب و لا نتفاعل مع تلك الأحداث . أخشي أن نكون كأبطال ثرثرة فوق النيل للكاتب المصرى نجيب محفوظ الذين لا يبالون بشئ سوى الضياع (هو الحرب إنتهت و له لسه) . كان الأمل معقوداً في أن تحقق الجبهة الشرقية بعض من مطالبنا التنموية و الإجتماعية في شرق السودان . و لكن جاءت و هى تحمل في طياتها كل أنواع الأسلحة للطعن في صدر مؤتمر البجا . رغم تمسك مؤتمر البجا بالجبهة الشرقية في بادئ الأمر، إلا أن المؤتمر قشع عنها الرداء و إكتشف حقيقة أمرها . إنها صنعت في الخرطوم و أعلن عنها في أسمرأ . لم تكن الجبهة من إيحاء المجتمع البجاوى، إنها غريبة عنهم ، بل هى عدوهم الأول و الأخير و تذكرهم بتلك النداءات في عام 1958 التي طالعتنا في بعض الصحف السودانية السوداء (مؤتمر البجا حركة عنصرية) . و بالطبع فإن إتفاقية أسمرا ، والتى عبارة عن عرش فوق الرمال ، جاءت بمقررات لا يعلم بها إلا الله من الظلم و الجوع و الإضطهاد . بالله عليك أيها القارئ الكريم ماذا تعنى ال 000,000, 600 دولار في صفقة تقاسم الثروة لإقليم تعداد سكانه 4 مليون نسمة .

في منتصف ابريل عام 2006 كنت في زيارة للأراضى المحررة سابقاً و كان الأخ رئيس مؤتمر البجا الأستاذ موسى محمد احمد قد دعانا الي إجتماع في منزله االمتواضع . في طريقنا الى منزل الرئيس ممرنا بشباب البجا الذي رحب بنا بحفاوة شديدة ، في تلك اللحظات إنتابني شعور بأن أحضن تلك الشبيبة فرداً فردا ، كما أحسست بنوع من الطمأنينة و السلام . أثناء زيارتي هذه قمت بزيارة عدة معسكرات للمقاتلين و لكني لم ارى أين من اللحويين أو الشكرية من بين المقتالين . إنني أيها الاخوة لا ينتابني ادنى شك في أن الذين ينتمون الي الجبهة الشرقية من أبناء البجا مغلوبون علي أمرهم . فجبهة الشرق أصبحت مؤامرة بين الحكومة السودانية و الدولة الأرتيرية ، و ابناء البجا ليس لهم فيها ناقة و لا جمل .

بدأ الإجتماع السيد موسى محمحد أحمد بسرد تاريخ الحركة العسكرية لمؤتمر البجا بإسهاب . بعد ذلك تحدثت فائلاً: إن دمج مؤتمر البجا في جبهة الشرق أمر لا أوافق عليه ، ففي وجهت نظري كان يمكن تحالف مؤتمر البجا و الأسود الحرة ، أو تضامن مؤتمر البجا مع الأسود الحرة أو ما شابه ذلك . لان دمج تعنى تزويب مؤتمر البجا أو شطب إسم البجا نهائياً . وقف أحد الحاضرين للإجتماع و قال : ( أنا لا أوافق رأى الأستاذ هاشم. و أن الجبهة أصبحت تسمية يمكن أن تطق علي مثل هذا التنظيم ) أما البقية لزموا الصمت دليل الموافقة علي كلامه . فوجمت و إنتابتني دهشة لا أعلم مصدرها.

و بمرور الزمن تبدو الحقيقة واضحة كوضوح الشمس رابعة النهار . قبل يومين قرأت بأن الحكومة التى تدعى الديمقراطية قد القت القبض علي رئيس مؤتمر البجا بالداخل السيد ضرار أحمد ضرار . كما أحاطت قوات الأمن أحياء البجا ببورتسودان . ثم أطلق سراح المناضل شيبة ضرار بعد مطالبة الجماهير بذلك . أختتم حديثي هذا بأبيات للشاعر محمود درويش

ضيعت سيفي الدمشقي متهماً

بالدفاع عن الطين

ليس لسيفي رأىُ بأصلِ الخلافةِ

فإتهموني ......

علقوني علي البرجِ

وإنصرفوا .

لترميم قصر الضيافة .....



كندا – هاشم محمد الحسن.

No comments: