Wednesday, September 5, 2007

لا مســــاومات خـــــلف الســــــتار

لا مســــاومات خـــــلف الســــــتار

فلنذهــــــب الي جــــوبا للتفـــــاكر





ESPA DISAPPOINTMENTED THE BEJA OF EASTERN SUDAN



د. ابومحـمد ابوامنة



شعرالهابطون في مطار الخرطوم من قيادات جبهة الشرق بعزلة تامة عن جماهيرهم, فالهتافات بجا حديد بجا حديد تلاحقهم حيثما ذهبوا. يعود ذلك للعزلة التي ضربتها القيادة حول نفسها في اسمرة ,ابعادها للرأي الاخر وتفريطها في قضايا اهل الشرق والخضوع التام للاملات الانقاذية. بينما تم التنازل عن قضايا الشرق الاساسية وخاصة المشاركة في السلطة والثروة رضوا لانفسهم ان يكونوا ديكور للانقاذ وصاروا يتصارعون حول المناصب الدستورية صراعا مميتا استمر لعدة اشهر كانما قضية الشرق تكمن في من يتولي هذا المنصب او ذلك.



الملفت للنظر والمخجل في آن واحد هو ان ملف قضايا الشرق باكمله تم طيه في بضع جلسات, بينما الصراع حول المناصب يدور ..ويدور ..

عام مضي عليه ولا زال يدور!



معني هذا ان القيادة صبت كل اهتمامها حول المناصب بعد ان كلفتت قضايا اهل الشرق سريعا سريعا.

اللهث وراء السلطة كان اهم من حل القضايا, فانتهوا من هذه سريعا ليتصارعوا حول الاغراءات.

مما زاد من عزلة الهابطين في مطار الخرطوم تكوينات مكاتب جبهة الشرق التي جاءت خالية من القياديين و المناضلين المعروفين ومن ابطال الميدان. بدلا عنهم جيئ بشخصيات غير معروفة لا سياسيا ولا حتي اجتماعيا, وبعضهم تدور حوله الشبهات وبعضهم اعضاء في الحزب الحاكم والبعض وكلاء امنيون.



يعد خيبة الامل الكبري التي لحقت بجماهير البجا واحتضان القيادة الاسمراوية للعناصر المشبوه كان لابد ان تتحرك القيادة الداخلية وتتخذ مواقف جريئة لاصلاح الخطأ, فعقدت عدة لقآت جماهيرية تندد فيها بجبهة الشرق وبالمحاصصة القبلية والتفريط في قضايا البجا الاساسية كحق تقرير المصير ومحاكمة جزار بورتسودان والمشاركة الفعالة في السلطة وان تكون ثروة الشرق نواة لتنمية الشرق. لقيت تلك اللقآت التأييد الجماهيري الذي تستحقه, بينما يزداد انعزال جماعة اسمرة.



شعرت هذه الجماعة بعزلتها منذ هبوطها, وكان لابد ان تتحرك حفاظا علي قيادتها وعلي مناصبها ودعت بعض القيادات الداخلية تعرض عليهم المناصب والاغرآت علي ان يكفوا عن المعارضة والخروج عن الصف.



لكن جوهر المشكلة هو ليس المناصب وانما التفريط الذي لحق بقضية البجا.



السؤال الذي يطرح نفسه هو: الذي فرط في حقوق البجا بالامس هل يمكن ان تثق فيه لينفذها غدا؟



المساومات التي تدور خلف الستار في القرين فيلج ربما تلحق الضرر الاكبر بالقضية وخاصة الاعتراف الضمني بالعناصر المشبوه والملوثة ونكرات جبهة الشرق, الذين جاؤوا للاستيلاء علي ثمرات النضال البجاوي, وهاهم يتقلدون المناصب الواحد تلو الاخر بدون خجل او حياء, مستفزين لشعور ليس المناضلين الحقيقين من ابناء الشرق بل كل الشعب السوداني الذي ساند قضيتنا.

الانقاذ من ناحيتها ستعي للحفاظ علي ما تم في اتفاق الهايكشاب وتحاول استقطاب القيادة الاسمراوية وتخلق منها شعبية لتنتصر فيه في الانتخابات القادمة, وتسعي لخلق بلبلة وسط البجا انفسهم باحتضان هذا العنصر او ذاك.

يتضح ذلك جليا في بورتسودان. فينما تلاحق سلطات الامن المناضل شيبه وزملاءه تفتح كل المجال امام الهتيفة والمتسلقين.



لابد من الاعتراف بالاخطاء ولا بد من الحفاظ علي وحدة وتماسك تنظيم مؤتمر البجا. اي انشقاق في الصف سيضر بنا لابعد الحدود, لابد من وضع حد للمواجهات, لابد من الجلوس والتفاكر. لابد من وضع حد لمؤامرات الانقاذ, ولكن ليس خلف الكواليس بالمساومات.



هناك حلفاء لنا في الساحة السياسية لا تشرفهم الانشقاقات.



فلنقبل الدعوة ونذهب الي جوبا.



فعلا تم اتصال بقيادات بارزة بالحركة الشعبية لتسعي من ناحيتها لازالة اسباب المواجهات والتوتر الذي ساد الساحة السياسية البجاوية. قلنا لابد من عقد لقاء يضم كل القياديين البجا المعروفين من الداخل والخارج في جوبا تبحث خلاله اسباب المشاكل وازالتها وتكوين مكاتب بطرق ديموقراطية, ووضع اسس التحالفات الاستراتيجية والاستعداد لخوض الانتخابات مع قوي الهامش, لنبني السودان الجديد الذي تنتهي فيه سيطرة قومية علي اخري, سودان السلام والرخاء والازدهار.



فلــنذهب الي جــــــــوبا حفـــاظ علي الوحــــدة.

No comments: