Saturday, June 16, 2007

بنو عامر ومملكةالفونج*

بنو عامر ومملكةالفونج*
عندما استولى تحالف الفونج والقواسمة على سوبا عام 1505م بقيادة الزعيمين عمارة دنقس وعبدالله جماع انفصلت بلاد بني عامر من عاصمتها الادرية في سوبا وتوزعت إلى تجمعات سكنية اطلق عليها اسم دقا زعيما ليدير شئونه يسمي شوم دقا ثم دخلت هذه الدقات في منافسات فيما بينها لغياب السلطة المركزية وفي هذه الاثناء تعرضت حدود بلاد بني عامر الجنوبية لحروب دينية بين الاحباش المسيحية والامارات الاسلامية في الحبشة والتي اشتهرت باسم دول الطراز الاسلامي.

ولقد تطور هذا الصراع بدخول قوى خارجية تمثلت في البرتقاليين المسيحيين الذين جاؤا لمساندة الاحباش والاتراك العثمانيين المسلمين الذين جاؤوا لنصرة مسلمي الحبشة وشهدت المنطقة الساحلية ودارت معارك طاحنة بين المسلمين والمسحيين وانتهت هذه الحرب بأنتصار الاحباش المسحيين الذين فرضوا سيطرتهم على الطراز الاسلامي وأساؤوا معاملتهم واخذ نفوذ الاحباش يمتد إلى القبائل الساحلية حيث ارسل نجاشي الحبشة إلى ارضي قبائل البجا الجنوبية مندوباً ليتحصل له الضرائب والاتاوات وذلك حوالى 1530م وكان هذا المندوب هو كنتيباى بمئنت استقدمه النجاشي من منطقة اكلو قزاى إلى الساحل الشمالى حيث نزل على قبيلة ماريا في جبال رورا ومن هناك بدأ يتحرك على القبائل المجاورة ويجمع منها العادات والاتاوات ويرسلها إلى نجاشي الحبشة ولقد طاب لبئمنت المقام بعد ان تزوج من قبيلة ماريا فرزق ابناءه الاربعة الذين ورثوا وظيفة بعد وفاته وهم:

اسقدى واتكمى وقعداد وكايلاى:

توسعت سلطات ابناء بئمنت الاربعة لتشمل معظم سكان الساحل الشمالى لارتريا منذ حوالى 1554م وكانت اقوي واكبر هذه الزعامات واطولها حكما هي سلطة قبلية بين اسقدى التي خضعت لسلطانها كل قبائل الحباب منذ عام 1554م-1948م.هذا فيما يختص بأوضاع قبائل بني عامر الجنوبية اما قبائل بني عامر الشمالية فيحدثنا عن التغيير الذى طرأ فيها الدكتور احمد المعتصم الشيخ محمد نقلا عن ثراث العبدلاب حيث يقول(خضعت جميع البلاد في جهات البحر الاحمر والتي قام بفتحها ابنه الشيخ عجيب بعد ذلك وولى عليها نابت جد الناتاب) المعروف دامتثلاثة ايام في منطقة اسار هماديريب وانجلت بانتصار الناتاب واعوانهم من الجعليين والفونج على البلو الذين قتل ملكهم محمد ادريس ادرا في هذه المعارك وفر من تبقي منهم إلى مصوع ليكونوا في جوار قبيلة دقدقي وذلك في حوالى عام 1580م ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا فان قبيلة الناتاب هم اهل السيادة والريادة في قبائل بني عامر وملكهم كان يلقب بلقب دقلل وقد منحهم ملك سنار الطافية ام قرينات وكرسي الككر رمزا للملك ولقد بلغ جملة ملوك بني عامر الناتاب الذين لقبوا بلقب دقلل عشرين ملكاً وهم على الترتيب كالاتي:

1.دقلل اكد بن ناصح.

2.دقلل ادريس ود اكد.

3.دقلل اكد بن ادريس بن اكد.

4.دقلل همد حجير اديو.

5.دقلل موى بن ادريس.

6.دقلل همد بن موسى.

7.دقلل على بخيت همد.

8.دقلل حامد اود همد .

9.دقلل اولباب موسى تولى.

10.دقلل محمد اكد همد.

11.دقلل ابراهيم اولباب عاصر حملة احمد باشا ابو ودان سنة 1841م.

12.دقلل ابراهيم محمد اكد كان منافسا لدقلل ابراهيم اولباب.

13.دقللحامد بك محمد.

14.دقلل محمد حامد بك همد.

15.دقلل على بخيت بك همد.

16.دقلل موسى همد.

17.دقلل همد الفيل محمد همد.

18.دقلل الحسين بك حامد بك.

19.دقلل جيلاني بن الحسين بك.

20.دقلل محمد طاهر بن جيلاني وهو اخر من لقب بلقب دقلل ومن بعده تحول لقب دقلل إلى ناظر فكان :

1/ الناظر ادريس بن دقلل حامد بك عام 1892م.

2/ الناظر ادريس ود صالح ود ادريس عام 1914م.

3/ الناظر ابراهيم بن محمد عثمان دقلل عام 1939م.

4/ الناظر الحالى على ابراهيم بن محمد عثمان دقلل امد الله في عمره.

ظل شرق السودان خارج نفوذ الحكومة التركية حتي عام 1841م وفي تلك الفترة نشبت حروب قبلية بين الهندندوة والحلنقا واخرى دخلية بين قبائل بني عامر انقسهم بسبب الصراع على السلطة بين دقلل ابراهيم اولباب ومنافسة دقلل ابراهيم محمد اكد انتهز احمد باشا ابو ودان انخراط الامن في بلاد البجا فسير جيشا لاحتلال شرق السودان بعد ان ارسل خطابات إلى زعماء البجا يدعوهم الهندوة ودقلل ابراهيم اولباب زعيم البني عامر معلنين الطاعة والترحاب بينما تخلف زعيم الحلنقا عوض مسمار فانتهزوا زعيم الهندوة فرصة للقضاء على الحلنقة فطلب من احمد باشا ان يمده بالسلاح لارغام الحلنقة على الطاعة وكذلك طلب زعيم بني عامر دقلل ابراهيم اولباب السلاح للقضاء على خصمه ومنافسة على السلطة وهو دقلل ابراهيم محمد اكد.

شعر الحلنقا بخطورة المقف فتجمعوا على زعيمهم مسمار وطلبوا منه الذهاب إلى احمد باشا فرفض فقاموا علية وعزلوا من السلطة وولوا مكانه محمد ايلا الذي قدم فروض الولاء والطاعة للحكومة التركية وبذلك فوت الفرصة على زعيم الهندندوة اما زعيم بني عالمر دقلل ابراهيم اولباب عاد إلى عاصمته الدقا ومعة قوة من الجيش التركي بقيادة البكباشي الياس فندي فتصدي لهم دقلل ابراهيم اولباب إلى منصبه وجعلت دقلل ابراهيم محمد اكد وزيرا له حتي توفي الاول فخلفة الثاني فيما بعد.

كان عهد دقلل ابراهيم محمد اكد عهد تفرق وشتات لقبائل بني عامر حيث انضمت قبائل كثيرة من بني عامر وكسلا إلى الهندوة والحلنقا والشكرية اما عامر البحر الاحمر تفرقوا في جبالهم واحتموا بها من سطوة هذا الزعيم فعندما قدم إلى البحر الاحمر ومعه قوة من الجيش التركي لم يعتثر على احد من بني عامر فعسكر في منطقة حملاييب فترة من الزمن ثم عاد إلى الدقا وتوفي فيها سنه 1260هـ وخلفه اخوه دقلل حامد بك محمد الذي بذل مجهودا جبارا لاصلاح ما افسده اخوه واستعان بمدير كسلا لاسترجاع قبائل بني عامر التي تفرقت عن اخيه ابراهيم فتم لدقلل حامد ما اراد وعادت كل قبائل بني عامر إلى ديارها واشتدت في عهد شوكتهم بين نهر عطبرة وستيت والقاش وبركه وسواحل البحر الاحمر مما دفع الحكومة المصرية ان توقع معهم اتفاقا عام 1848م يقوم بموجبه دقلل حامد بك محمد على حراسة حدود السودان الشرقي الممتد من راس قصار على البحر الاحمر وحتي نهر ستيت بطول 605 كيلو متر تقريباً.

اخلص دقلل حامد بلك محمد للحكومة التركية ولقد اوفي بمعاهدته معهم فكانت له صولات وجولات ضد الاحباش الذين كانوا يقومون بهجمات متكررة على طول الحدود حتي استشهد في واقعة قندت على ضفاف نهر مأرب عام 1875م والتي قاد فيها دقلل حامد بك محمد فرسان بني عامر بنفسة بينها كان يقود جيش الاحبراطور يوحنا. اعجب الاتراك ببسالة فرسان بني عامر في هذه المعركة فاتخذوا الشوتال الذي كان رمزا لفرسان بني عامر ليصبح شعاراً لكل الارطة الشرقية احياء وتخليدا لذكرى شهداء بني عامر في موقعة قندت ومازال هذه الشوتال رمزا لقواتنا المسلحة في الشرقية.

* دراسة حازة على الماجستير من جامعة الخرطوم

No comments: