Sunday, April 15, 2007

جبهة الشرق ودابة الأرض ../أبو فاطمة محمد أوهاج / الحركة الوطنية لشرق السودان

جبهة الشرق ودابة الأرض ..
أبو فاطمة محمد أوهاج / الحركة الوطنية لشرق السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

في عرض حال مبسط لحقائق الأوضاع بالداخل ذاعت الإشاعة بين الناس في الشرق بأن الجندي العائد من قوات جبهة الشرق سيتقاضي ما قيمته 25 ألف دولار، وعلي حس هذه الدعاية أسرع المعدمين من أبناء الشرق وعلي دوابهم لينضموا لمعسكرات قوات جبهة الشرق في داخل الحدود الاريترية لحاقا بمبلغ أل 25 ألف دولار وإشاعته المقرضة. لم تمانع قيادات جبهة الشرق في اريتريا و لم تعترض وذاع الخبر بأن قوات جبهة الشرق المقدرة ب 5300 فردا إنما هو رقم وهمي لا وجود حقيقي له داخل الأراضي الاريترية. حدث هذا الإرباك في ظل منع معلن من الأخ موسي محمد احمد لقيادات الداخل بالا تدلي بأية تصريحات نيابة عن جبهة الشرق.

وفي هكذا وأوضاع وهكذا صمت أصبح الأخ إبراهيم محمود والي كسلا يدافع عن مؤتمر البجا ويتحدث باسمهم جنبا إلي جنب مع الأخ مصطفي عثمان إسماعيل. وأضحي مؤتمر البجا منقسم فعليا إلي ثلاثة أقسام أكثرها صمتا وتخفيا قيادات الخارج التي ينتظر بعض أفرادها منصب "نائب والي" أو غيره و لذلك هم ملتزمون بالصمت، وأضعفها اداءا قيادات الداخل التي منعت من الحديث وأقواها القيادة القابعة في إريتريا والحال أن القوات المزعومة تحت قيادة من هم باريتريا والتي تم مؤخرا تأجيل عودتها حتى ما بعد العاشر من أبريل القادم، الحال أن هذه القوات تقبع في معسكرات ذات أوضاع غير كريمة، ثم لا هي عادت، ولا هي بقيت بالخارج، علما بأنه قد تم الإجماع مؤخرا علي أن نصيب الجندي العائد قد لا يتعدي أل 700 دولار، و ما زالت الأحداث تتوالي ببطء شديد، وضعف اشد، ومقدرة اقل بكثير من التحديات الماثلة أمام مؤتمر البجا في أهليته لقيادات شعوب البجا وشرق السودان.

نحن في الحركة الوطنية لشرق السودان وبكل ثقة في الساحة السياسية لشرق السودان كنا قد دعونا أهل الشرق خاصة وكافة أهل السودان بالا يصمتوا في مواجهة الأحداث المتسارعة، وقلنا إنما الصامت عن قول الحق شيطان اخرس، وعليه ففي الآونة الأخيرة كان في صمت الحركة الوطنية حديث وهي تراقب الأوضاع المرتقبة في أبريل القادم بالداخل و الخارج والأوضاع المعاشة خلال النصف الأخير من مارس، هذا ولسان حال الحركة يقول:

أنا الفتي لا فكري بطئ عليهم و لا دون رأيي في النوائب باب
صبور و لو لم تبقي مني بقية قئول ولو أن السيوف جواب
و ألحظ أحوال الزمان بمقلة بها الصدق صدق والكذاب

وفي هذه العجالة نحن مطمئنين أن الجميع يعلم بأن السودان ما زال يعد فيه الصدع بقول الحق جرما يعاقب عليه القانون، وأن القوي السياسية ضعيفها وقويها لا تزال تنظر إلي عهود و مواثيق الإنقاذ بعين الريبة و التردد، ولنا عبره في عودة الميرغني (المؤجلة – الملغية) والتي كان موعدها المقرر يناير 2007 ، لنا فيها عبرة حيث لم يعود القائد الأممي للسودان حتى نشر هذا المقال ، وجبهة الشرق هي الأخرى ووفقا للجدول الزمني لاتفاق سلام الشرق كان من المفترض أن تكون قد قطعت شوطا كبيرا في إنفاذ الاتفاق الأعرج، ولكنها تتلكأ تماما كما يتلكأ شركاءها، وفي يوم 19 مارس 2007 نشرت جريدة الأنتباهه ولأول مرة ما محتواه أن جبهة الشرق قررت تأجيل عودة قواتها إلي ما بعد العاشر من ابريل، وقد جاء هذا التلكؤ نموذجا سلبيا مضافا لعثرات وضعف اتفاق سلام الشرق وعدم صالحيته للإنفاذ أو إحقاق الحقوق بشرقنا الحبيب..

أما قيادات السلام المزعوم وعلي رأسهم البصيرة أم حمد " فلا اسكت الله لهم صوتا " بعد أن أطلق البعض العنان لكتاباتهم تحت أسماء مختلفة. نحن في الحركة الوطنية لشرق السودان ما زلنا ندعو بأن السودان القوي بوحدته وتنوعه هو الأول والأخير، وانه لا ضرر ولا ضرار، ولا ذر للرماد في العيون، ولا دس للرؤوس في الرمال، ثم لا تدابر، ولا موسي ولا هارون.

وإنما هي الحرية الحمراء:

وللحرية الحمراء باب ..... يد مضرجة ودين مستحق

مثل جبهة الشرق اليوم كمثل سليمان عليه السلام توفي ولم يعلم خدامه من الجن عن وفاته لولا أن دلتهم علي موته دابة الأرض ( حشرة الارضه ) تأكل منسأته، وما زال بعض من محبي جبهة الشرق يتفرعنون علي الناس في جرأة و استخفاف بالعقول تماما كما هو ديدن شركاءهم في الإنقاذ، يحسبون الحصافة و حسن المكيدة إنما هي من حظهم الأوفى وحدهم دون غيرهم من الناس، و هم و شركاءهم الإنقاذيين في حماقتهم تلك ما يزالون يتداعي عليهم الخصوم من كل حدب و صوب تماما كما تتداعي الأكلة علي قصعتها، (مجتمع دولي وقوات دولية من جهة)، (قتال وفتنة وانفلات امني وفساد من جهة)، ثم (طمع وجبن وأنانية مدغمة بالتهافت والاستعجال نحو المجهول)، ولا يكاد هؤلاء وأولئك يرون اعوجاجا في مسيرتهم.

يقول تعالي :
{ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }،

النظام الحاكم ورجالاته يريدونها شمولية راسخة، ولا يكادون ينزلون علي ما اجمع عليه الناس إلا مكاءا وتصديه وإمعانا في المراء وتلطيخا لأيادي وسمعة الآخرين بشيء مما يشين الجميع حتى إذا دارت الدوائر حقت نظرية الإنقاذ بان (موت الجماعة عرس). واستجابة لهذا النهج يتهافت كثير من ضعاف العقول والنفوس علي عروض التجارة الإنقاذية من مناصب موسمية وإتاوات من مال البترول وغيرها ، وهم في هذا النهج المهتز يمنعون علي الناس أول ما يمنعون حرية التعبير، والأمثلة علي ذلك تتري لا عد لها و لا حصر، وقد كان آخرها في 19 مارس 2007 حيث حكم بالغرامة علي صحيفة تقدمت بشكوى ضد جهاز الأمن بالخرطوم، وكان مضمون الدعوي أن جهاز الأمن يتجسس هاتفيا علي أداء العمل الإعلامي الحر، وانعقدت المحكمة، وعجزت الصحيفة عن إثبات اتهامها ضد الجهاز، وارتد الاتهام في صدر الصحيفة، وبطبيعة الحال شطبت الدعوي في مواجهة جهاز الأمن بل حكم علي الصحيفة بالغرامة ..

ولمن أراد الاطلاع و المراجعة عليهم بالصحف السودانية الصادرة ..

هذا المثال دونه الكثير من الافتراءات المتوالية علي حرية التعبير، والحال أن حرية التعبير من اقل آليات النصح والإرشاد تطلعا للإصلاح، والمعلوم أن رابع سلطات الدولة وأعظمها خطرا، وأكبرها دورا (الصحافة الحرة) مرئية، ومسموعة، ومكتوبة. والمعلوم بالضرورة أن العمل الإعلامي بالسودان مكبل في كافة أشكاله و "مكعبل" كل ما حاول النهوض بل وفي كثير من الأحيان عمل عدائي للدولة وغير مشروع ..
نش
خبر عاجل: سلطات البحر الأحمر تهدد الصحفي محمد عثمان بوقفه من نشاطه الإعلامي، والخبر نقلا عن محمد عثمان بابكر إدريس، نقلا عن صحيفة (الحاكمة)، ومضمونه أن السلطات الولائية "درجت" في فتح العديد من البلاغات الجنائية في مواجهة الصحفي المذكور، وقد ناشد الخبر آنذاك ومن منابر الانترنت ناشد كل المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمة صحفيون بلا حدود، ناشدهم للتدخل الفوري لوقف هذا الاستهداف المنظم والاغتيال المعنوي، وعلي حد نص الخبر فقد بلغت الأمور حدا بالتهديد بالتصفية. وهذا نص الخبر العاجل آنذاك. وحتى لا نذهب بعيدا فهل تحسنت الأحوال منذ سبتمبر 2006 حتى تاريخ نشر هذا المقال؟ أم أن أحوال الكلمة الحرة قد ازدادت سوءا و ترديا؟

وماذا يعرف أكثرنا عما حل بالصحفي المذكور محمد عثمان بعد صرخة الاستغاثة التي أطلقت نيابة عنه ؟ وهل يتوقع أهل الشرق والسودان أن يكون لمؤتمر البجا بفصيليه شيء من المقدرة الإعلامية أو الدبلوماسية للوقوف بجانب المستضعفين العاشقين للحق والحقيقة أمثال الصحفي محمد عثمان؟ وأي مسيرة هذه؟ ولأي سلام نتطلع ونحن مهددون بالتصفية إذا ما زغردت أقلامنا ؟ وعلي كل حال فهل سأل الناس أنفسهم عن العورات التي تخفيها الإنقاذ وتصادق جبهة الشرق علي إخفاءها عن الجماهير؟ بل وتستحق هذه العورات المخفية أن يهدد المواطن بالتصفية، وهل تستطيع جبهة الشرق بكوادرها الحالية أن تطالب مثلا بقناة تلفزيونية حرة لشرق السودان، أو حتى تأسيس صحيفة للمزيد من ذر الرماد علي العيون؟... ؟؟؟؟

مثال آخر : منع للنشر بصحيفة السوداني - عدد الثلاثاء – 11.09.2006 ص(1)
موضوع المقال تحليل سياسي بعنوان: (الدولة... بين العفو والحسم، محمد لطيف)

وقد منع جهاز الأمن نشر المادة السياسية أعلاه في صحيفة السوداني ضمن هجمته الأخيرة على الحريات الصحفية وحرية النشر والتعبير.

هذا المقال وبطبيعة الحال لا يكفي للإفصاح عن كبت الحد الأدنى من الحريات بالداخل في مجتمع تترقب فسيفسائه انتخابات حرة وديمقراطية ليبرالية، وإذا ظلت الأوضاع علي ما هي عليه فإننا نبعد أميالا عن الطريق الصحيح نحو التغيير، وحتى نفرغ من مهازل الإنقاذ فسوف لن نجد الوقت الذي نتناول فيه تجارب فشل الساسة في الفترات الديمقراطية، و هكذا لربما يكرر الفشل نفسه في ديمقراطية هزلية رابعة، أما إذا كضبنا "الشينة" وسكتنا عن أي حديث في الانفلات الأمني كما حدث مؤخرا بمدينة أمدرمان والاحتمالات القوية التي قد تتبع ذلك من رفع للسلاح بديلا للحوار، وفي كلا الحالتين سوف يتراكم الإحباط إذا لم نعمل مبكرا من اجل التغيير و الإجماع علي أبجديات التغيير.

وحتى لا نثقل علي القارئ الحصيف والعالم بحقائق الأمور بالفطرة، نود أن نؤكد له و لأنفسنا بان عزتنا في وحدتنا، ووحدتنا في تأكيدنا لبعضنا البعض علي الثوابت الوطنية العليا، والوسيلة الوحيدة للتأكيد علي أولويات الوحدة الوطنية وثوابتها إنما تكمن في ألا نصمت وحتى يصبح تداولنا تطمينا لبعضنا البعض بأن الثورة مستمرة.
أبو فاطمة محمد أوهاج / الحركة الوطنية لشرق السودان

No comments: